الاكوابونيك استراتيجية الاستزراع التكاملي .. تعرف عليها بالتفصيل
كثيرون ما يتجهون إلى استزراع الأسماك، وكثيرون من يسلكون مسلك زراعة النباتات، وبين هذا، وذاك، تجلت استراتيجية الاكوابونيك لعمليات الاستزراع التكاملي، فماذا تعني؟ وماذا تستهدف؟ وهل تعد من المشروعات الناجحة؟ أم لا؟ سنتناول هذا بالتفصيل، خلال ما يلي من سطور.
الاكوابونيك الزراعة المائية
ظهر مصطلح الأكوابونيك خلال الآونة الأخيرة، وهو يشير بالضرورة إلى عملية الزراعة التكاملية، أي تلك التي تعتمد على استزراع نوعين مختلفين، أحدهما سمكي، والآخر نباتي، يعتمد كل منهما في تغذيته على الآخر، حيث تعتمد النباتات في تغذيتها، ونموها، على تلك المخلفات الناتجة من الأسماك المستزرعة، كما تعتمد الأسماك على ما يتم مد النباتات به، من عناصر غذائية متكاملة، كالنيتروجين، الكالسيوم، البوتاسيوم، كل هذا في إطار مائي بحت، يقوم على تبادل المنفعة، إذ يقوم النبات بعملية الفلترة البيولوجية، كما أن مخلفات الأسماك هي الأخرى، تتجانس مع بقايا الغذاء الخاص به، مما ينتج عنه تخمر، ينبع عنه النتريت، الذي يتحول بعدها إلى نترات، ومن ثم إلى غاز الأمونيا، الذي يعرف بسميته، وقضائه على حياة السمك بالضرورة، وهنا، يسرع النبات بدور المنقذ، الذي يسعى جاهدًا إلى امتصاص النترات الناتجة، واستغلالها في التسميد العضوي، مما يحد من تكون الأمونيا.
تجدر الإشارة إلى أن أنظمة الاكوابونيك بنظامها المحكم، وكيفيتها الاحترافية، لا تتطلب أي عناء، بخصوص الإدارة، أو التشغيل، فهي عملية أوتوماتيكية بحتة، تتم بواسطة عمليات تحكمية متوازنة، عن طريق الكنترولر، المسئول عن ضخ الماء، والأكسجين، وإحداث عملية التقليب اللازمة.
اقرأ ايضاً: مدة دورة تربية الاسماك.
السمات المميزة لأنظمة الاستزراع بالأكوابونيك
استراتيجية الاستزراع بالأكوابونيك مميزة، واحترافية للغاية، كما أن لها بعض الخصائص المميزة، التي تقتصر عليها، دون غيرها من أنظمة الاستزراع التقليدية، كما نرى فيما يلي:
- نظام ثنائي الإنتاج، وبالتالي ثنائي الربح.
- الحصول على أكفأ الإنتاجات، وأكثرها جودة على الإطلاق.
- إمكانية استغلال أصغر المساحات، أينما كانت، في سبيل الحصول على إنتاج ثنائي، ذي قيمة صحية، وغذائية رائعة، ( الخضر والنباتات الأورجانيك ) خاليٍ تمامًا من الكيماويات، وعائد مجدٍ بالضرورة.
- لا يتطلب نفقات عالية، وعمالة كبيرة العدد؛ نظرًا لسهولة متابعته، دون مجهود يذكر.
- توفير منتجات أورجانيك على مدار العام، لا تنتهي في فصل بعينه.
- نظام متكافئ، وموفر في اسهلاك الماء، والغذاء.
المكونات الأساسية لأنظمة الأكوابونيك
تتطلب أنظمة الاكوابونيك عدة عدة مكونات أساسية، على النحو التالي:
- تانكات سمكية وفق هيئة مستديرة.
- مضخات مياه، تستوعب كمية المساحات المستزرعة.
- أنابيب ذات قطر يتراوح فيما بين: 4، 6 بوصة، وفق نوعية النباتات المستزرعة.
- وصلات أنبوبية من البي في سي/ بقطر يبلغ 16 ملليمتر.
- مضخات أوكسجينية.
- أواني خاصة بزراعة النباتات، جنبًا إلى جنب برليت زراعة النبات داخل الأكوابونيك.
- صواني نباتية، خاصة بالشتلات.
- تهيئة بيئة سمكية مناسبة، تتراوح فيما بين 25، 27 درجة مئوية، ويفضل أن تكون منغلقة؛ لسهولة التحكم فيها.
النباتات الصالحة للاستزراع في الاكوابونيك
ثمة مجموعة وفيرة من النباتات، يصلح استزراعها بنظام التبادل، من أكثرها شيوعًا ما يلي:
- الشبت.
- الطماطم.
- الفلفل.
- الخيار.
- الجرجير.
- الفجل.
- الكزبرة.
- الكرنب.
- البقدونس.
- الخس.
- الفراولة.
- اللوبيا.
- الباذنجان.
- الفاصوليا.
وغير ذلك من المحاصيل الزراعية المختلفة، والتي تتعدد بين النباتات الورقية، والثمرية.
الأسماك الصالحة للاستزراع في الأكوابونيك
ثمة أنواع عديدة من الأسماك، تصلح للزراعة في أنظمة الزراعة التكاملية، من أبرزها ما يلي:
- أسماك البوري.
- السمك الثعابين.
- السمك البلطي.
وغير ذلك الكثير من الأسماك، التي يمكن زراعتها، بكل سهولة في أنظمة الاكوابونيك التكاملية.
كيفية تجهيز الأكوابونيك وآلية عملها
يتم تجهيز المكونات سابقة الذكر، واختبار كفاءة عملها على النحو المطلوب، من ثم، يتم استيفاء التانكات بالمياه، وتركها دون استخدام، ما لا يقل عن يوم كامل؛ لضمان التخلص من معدلات الكلور، أو اللجوء إلى مذيبات الكلور، من خلال وضع أربعين حبة، لكل ستمائة لتر من المياه، وتركها لمدة ساعة على أقل تقدير.
من ثم، يتم تشغيل المضخة المسئولة عن الأكسجين، ووضع زريعة الأسماك، بأكياسها من دون فتح، للتأقلم على الظروف الجديدة، التي تنتقل إليها، فيما لا يقل عن ساعة، ومن ثم فتح الأكياس، وترك مهمة الخروج للأحواض إلى الأسماك، من دون تدخل العنصر البشري، عقب وضع شتلات الأسماك بنحو ثلاثة أيام، يتسنى وضع الشتلات الخاصة بالنباتات، ومن ثم، يعمل الاكوابونيك بكل سهولة، ويسر.
فيما يخص التغذية، يتم الاختيار فيما بين الأعلاف الطافية على سطح الماء، وسواها من الأعلاف الثقيلة، ولعل النوع الأول أنسب للمبتدئين في المجال؛ للتعرف على الكم المستهلك من العلف، إذ يتم وضعه بمعدل 10 في المائة، وإذا ما تم استهلاك الكمية كاملة، قبل مرور نصف ساعة، ينبغي زيادتها، والعكس صحيح.
لا تتردد إن كنت تفكر في الاستزراع التكاملي، فالأمر سهل للغاية، ما دمت تسير وفق المعايير الصحيحة.
اقرأ المزيد حول كيفية تزاوج السمك.
تعليق واحد