غرائب سمكة الفوجو ( القراض السامة ) وهل يمكن طبخها؟

تعد سمكة الفوجو أو كما يطلق عليها البعض القراض من الأسماك السامة، التي تودي بحياة الكائن الحي، وهي سمكة يبانية الأصل، وسوف نتعرف معًا على هذه السمكة، وأبرز ما يخصها في هذا المقال بشيءٍ من التفصيل.

سمكة الفوجو السامة

نوع من الأسماك يعيش في قاع البحار، ويتخذ فضلات الأسماك الأخرى غذاءً له، تمتاز باللون الرصاصي المنقط، ويمثل حجم
الرأس حوالي ثلث جسم سمكة الفوجو أو أكثر، كما تحتوي على ثلاث غدد تفرز السموم منتشرة في مواقع مختلفة في جسمها، وهذه الأماكن تكون تحت الجلد، وبجوار النخاع، وقريبة من الأحشاء، وتشغل ما يتراوح بين 12 إلى 13 بالمئة من لحوم هذه الأسماك.

تعد الفوجو شديدة الخطورة، وفي نفس الوقت هي سمكة غير عدائية، تقوم فقط بنفخ نفسها عندما تشعر بالخوف والخطر،
كنوع من أنواع الاستعداد للهجوم، وتنقسم إلى نحو 39 نوع يعيش في المياة المالحة، و28 نوع يعيش في الأنهار ذات المياه
العذبة، يطلق على هذه السمكة النفيخة؛ لأنها تقوم بالانتفاخ عندما تكون على مسافة قريبة من فريستها، أو بجوار جسم
غريب عنها؛ لتستعد للدفاع عن نفسها، كما يطلق عليها البالون، الأرنب النفيخة.

تعرف ايضاً على سمكة البراكودا المتوحشة وفوائدها!

أماكن انتشار سمكة القراض

تنتشر سمكة الفوجو في العديد من البحار حول العالم، كما يتضح فيما يلي:

1. اليابان: فعلى الرغم من شدة خطورة هذه السمكة وسميتها، إلا أنه يتم استهلاكها على نطاق واسع، ومنذ فترات زمنية طويلة من قبل اليابانيين، كما توجد لها صور عديدة في الوثائق اليابانية الأثرية.
2. البحر الأحمر وخليج السويس: مؤخرًا، أصبحت أعداد هذا النوع في تزايد في البحر الأحمر، حيث يستطيع صيادو البحر الأحمر التعامل بطريقة آمنة وسليمة مع هذه السمكة، عن طريق سلخ جلدها، قطع الرأس، استئصال أحشائها، والحصول على اللحم، وتعد سمكة القراض الموجودة في البحر الأحمر أكثر أمانًا من النوع الموجود في اليابان، وتجدر الإشارة إلى ظهور هذه السمكة في البحر المتوسط مؤخرًا؛ حيث هاجرت إليه من البحر الأحمر.
3. البحر الأبيض المتوسط: شوهدت النفيخة أكثر من مرة على السواحل الجزائرية، كما هاجرت من السواحل الإيطالية إلى السواحل التونسية.

مدى سمية سمكة القراض

تعتبر من الأسماك السامة؛ لأنها تعتمد على طحالب سامة كغذاء لها؛ حيث تحتوي هذه الطحالب على سم يطلق عليه
( tetrodotoxin ) ويتم تصنيع ذلك السم داخل السمكة بواسطة بكتيريا معينة تسمى ( ALTEROMONUS SPEC ) إذ يوجد
السم في الجلد والأحشاء مثل: المعدة، الأمعاء، الكبد.

تتنوع أعراض التسمم من فرد إلى آخر، كما تتوقف شدتها على الجرعة التي تم تناولها، حيث تبدأ بالنوم لمدة طويلة تتجاوز
الست ساعات، بالإضافة إلى حدوث خمول أو تنميل في الوجه والشفتين، وكذلك حالات الإعياء، القيء، الإسهال، وتظهر هذه
الأعراض في غضون ثلاث دقائق إلى ثلاثين دقيقة.

يحتاج الإنسان فقط إلى أقل من واحد ملجم، وإلا بدت عليه أعراض التسمم، وبالتالي، نحن أمام نوع من أشد وأكثر السموم
فتكًا على مستوى العالم، كما أنه مضاد للحرارة الناتجة عند محاولة طبخ هذا النوع من الأسماك؛ وبزيادة الجرعة تتفاقم هذه
الأعراض، لتتضمن آلام في العضلات، هبوط حاد في الضغط، صعوبة في التنفس، بالإضافة إلى الشلل، الذي يتسبب في
توقف الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى الوفاة، ويحدث ذلك في خلال عدة ساعات تتراوح بين ست إلى ثمانِ ساعات، وتجر
الإشارة إلى عدم وجود ترياق للتخلص من سم سمكة الفوجو السامة، ويمكن لسمكة واحدة أن تقتل ثلاثين فردًا، وعند حقن
شخص بهذا السم، فإنه يسقط مغشيًّا عليه، ويفقد حياته في الحال.

اقرأ المزيد حول سمك الشبار من هنا.

شروط استخدام سمك الفوجو في الطبخ

يعد القراض من الأسماك التي يتم تجريم صيدها، وتوقيع عقوبات حادة على من يتداولها؛ نظرًا لخطورتها البالغة على الصحة
العامة للمواطنين؛ لذلك يجب توفر بعض الشروط؛ كي يتمكن الطاهي أو الصياد من التعامل معها دون التعرض إلى عقوبات أو
مخاطر جسيمة؛ وفيما يلي أبرز هذه الشروط:

1. عندما تتم عملية الصيد، يجب أن يحذر الصياد عند حمل سمكة الفوجو وينبغي عليه أن يقوم بخلع أسنانها قبل نقلها إلى المطاعم؛ نظرًا لسميتها الشديدة؛ تجنبًا لمقاومتها عند وضعها في الماء.
2. عقب أن تتم عملية التنظيف للجلد والرأس والأحشاء بشكلٍ سليم، لا يتم وضع هذه الأجزاء في القمامة، وإنما يتم وضعها في علب آمنة ليتم حرقها.
3. لا يتمكن الطاهي من طبخها إلا بعد الحصول على رخصة حكومية، من خلال خمس سنوات من التدريب، وبعد ذلك يحتاج الطاهي إلى جرأة وثقة عالية بالنفس لتجاوز الاختبار الأخير؛ حيث يقوم بطهي السمكة وأكلها بنفسه.

إلى هنا تعرفنا على أهم المعلومات المتعلقة بسمكة الفوجو المنتفخة، وتعرفنا على مى خطورتها، وكيفية طهيها بأمان.

قد يهمك ايضاً التعرف على سمك الصحراء شبيه السحلية الشهي.