تتسم بعض أنواع الأسماك بالعدوانية، ما يسبب الرهبة في اصطيادها، ومن أبرزها سمكة الاسد الخطيرة، فلها من السمات، والخصائص، ما يميزها عن غيرها من الأنواع، وقد أثارت جدلًا واسعًا حولها لفترةٍ طويلة، فهيا بنا نتعرف على هذا النوع من الأسماك بالتفصيل، خلال السطور القادمة.
معلومات عن سمكة الاسد
يطلق عليها: ( التنين الشائعة ) أو ( ديك البحر ) وهي عبارة عن فصيلة سمكية شعاعية الزعانف، غاية في الإبداع، في غالب الأمر، تستوطن كلًّا من المحيط الهندي، والمحيط الهادي، تبلغ ما يقرب من 35 سم طوليًّا، وتتضمن السمكة عددًا من الزعانف، المتمثلة فيما يلي:
- زعنفة ظهرية: متشعبة الأشواك، إذ تحتوي على ثلاث عشرة شوكة، تمتاز جميعها بالطول، والمتانة، فضلًا عن ما يقرب من أحد عشر شعاعًا، يمتاز بالمرونة، والنعومة الفائقة.
- زعنفة شرجية: ويتخللها 3 أشواك طولية، وحوالي 7 شعاعات، تتسم بالنعومة.
ليس هذا فحسب، فسمكة الاسد تتضمن مجموعة هائلة من الأشواك الرقيقة، التي يغلب عليها اللون الداكن، والتي تبدو بوضوح على الرأس، وسائر جسم السمكة، وتجدر الإشارة إلى أن الزعنفة التي تتخلل الظهر، تشبه الريش بعض الشيء، أما تلك التي تتخلل الصدر، فأشبه ما يكون بالأجنحة، التي ينبعث منها أشعة عرضية، منفصلة نسبيًّا، وملساء.
تتوافر هذه الفصلة السمكية بألوانٍ عدة، أبرزها: اللون الرمادي، الأحمر، الأسود، البني، كما أنها أسماك ليلية، إذ يصعب العثور عليها خلال فترات النهار، أما عن غذائها، فتعتمد بشكلٍ أساسي على غيرها من الأسماك الأصغر، فضلًا عن القشريات البحرية ضئيلة الحجم.
كما تسلك سمكة الاسد هي عدوانيتها، وافتراسها، قد تتعرض في كثيرٍ من الأحيان إلى الافتراس هي الأخرى؛ نظرًا لأشواكها السامة، ومن أبرز الأسماك المهاجمة لها: الهامور، ولعل أشواكها السامة تسببت في الإضرار مرارًا بالإنسان.
تعرف ايضاً على سمكة ابو سيف
سمكة الأسد السامة
تلك السمكة الشائعة، التي تعتبر من أبهى الأسماك البحرية على الإطلاق، سواء من ناحية الهيئة، أو الألوان التي نسجت وفقها، إلا أنها رغم هذا الإبداع، والجمال المتناهي، لها خصائص تحمل في طياتها عوامل إيلامها، وإضرارها بالإنسان، كما هو موضح فيما يلي:
تتسم سمكة الاسد بالعدوانية، لا سيما إثر انزعاجها من أيٍّ مما يحيط بها، أو تعرضها للإيذاء، إذ تندفع لمهاجمة الإنسان، وتعتمد في ذلك، على توجيه أشواكها الظهرية السامة، ناحية الهدف المرجو إيذائه، ومن ثم تعمد إلى غرس سمها، الذي يمتد أثره إلى نحو 72 ساعة متتالية، وقد تتفاوت المدة، بتفاوت معدلات السموم، التي تمكنت السمكة من إغراسها في ثنايا الهدف.
في حال الإصابة بسموم هذا النوع من الأسماك، ينتاب الإنسان بعض الأعراض الجانبية المزعجة، والتي تتمثل فيما يلي:
- آلام متفاقمة الأثر، ومبرحة، والتي قد تطول إلى بضعة أيام، حتى عقب زوال أثر السم؛ نظرًا لما تحدثه من جروح مؤلمة، وعميقة.
- تورم، وكدمات موضع الإصابة، وغرس الشوك.
- سمكة الاسد تسبب أزمات في التنفس.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- انخفاض معدل ضربات القلب.
- هبوط نسبي في الدورة الدموية.
- قيء.
- غثيان.
- رعشة في الجسم.
والحق أن العلاج الأنسب للدغات هذه السمكة يكمن في ضرورة التخلص من الشوك، ونزعه كليًّا، فضلًا عن نقع الجروح في
ماء ساخن.
طبخ سمكة الأسد
على الرغم مما انتشر حول سمكة الاسد الغازية، بشأن سميتها، وعدوانيتها للعنصر البشري، إلا أننا إذا نظرنا بعينٍ فاحصة،
سنرى أن السموم لا تتخلل السمكة، وإنما تتخلل أشواكها الظهرية الإبرية، وبالتالي، فمجرد التخلص من هذه الزعانف
الخارجية، يزول أثر السم بشكلٍ نهائي، ما يسهم في إمكانية طهي السمكة، والاستمتاع بلحومها، دون أدنى مشكلة.
وبالفعل، فقد أجريت بعض محاولات طهي السمكة، والتي أبدت أن هذا الكائن المخيف، الذي يتلاشاه كثير من الصيادين، غذاء
بحري في غاية الروعة، فمذاقه متفرد، ولحمه شهي إلى درجة تفوق الحد، ومن الجدير بالذكر، أن الطهي يسهم في تطهير
السمكة نهائيًّا من أي خلل، أو سمية عالقة بها، ما يعني أمان التغذي عليها، والاستمتاع بطعمها اللذيذ.
وقد قامت بعض مطاعم المأكولات البحرية بالفعل، بتقديم وجبات أسماك الأسد، بين قائمة المأكولات المقدمة من قبلها، وقد
شهدت ذيوعًا، وإقبالًا، لا يمكن الاستهانة به، ولا إغفاله.
وبالتالي، فليس شرطًا أن تحتوي بعض المخلوقات البحرية على بعض العيوب، أن تكون غير صالحة للأكل، أو أن تلك العيوب
هي الغالبة عليها، فقد يكمن الخير، فيما تظن أنه الشر، يمكنكم أيضًا الاطلاع على سمكة قشر بياض.
3 تعليقات